هل يفرح الفقراء في العيد !

هل يفرح الفقراء في العيد !
2019-08-05
هناء سكرية

سما الاردن | فلاح القيسي
لا تختلف معاناة ( ام محمد ) عن غيرها من امهات الطبقتين الوسطى والفقيرة  في هذا الوطن في الاستعداد لاستقبال (العيد  ) وسعيها لادخال الفرح الى قلوب اطفالها الاربعة، وتحقيق احلامهم الطفولية بشراء ملابس ولعب العيد،  بما  استطاعت ان توفره من مال، لا بل تقتطعة من معاش زوجها الذي لايكاد يكفي لإطعامهم، وتسديد فواتير الماء والكهرباء واجرة البيت وحساب البقال ( ابو يوسف ).

لكنها وبوحي من عاطفة الامومة اقنعت نفسها بانها امام ظرف استثنائي (انه العيد الذي لم يتبقى منه الا فرح الاطفال ) . وطلبت من البقال ان  يصبر عليها هذا الشهر في تسديد الدين. 
 فرحت بموافقته. 
وانطلقت  مع أطفالها الاربعة الى اسواق المدينة، رغم حرارة الصيف، والاختناقات المرورية وزحام المتسوقين، بدأت تتنقل بين محال بيع الملابس، تبحث عن اسعار تناسب موازنتها المتواضعة، تحاول بكلمات حنونة اقناع اطفالها بما تختاره لهم، منهم من يرفض الا شراء ما يحلم به  فيبكي بكاءا مرا، ويتقطع قلبها حزنا وآسى حين ترى الدموع تبلل وجنتيه الذابلتين، وتكتم هي الاخرى دموعها ليبكي قلبها  وتواصل البحث عن الفرح، كانت اكبر اطفالها (منال) 7 سنوات توقفت قليلا  تمني النفس بفستان احمر معلق في ( باترينة العرض ) لكن حصتها  المخصصة لاتكفي لشراءه، فنادتها امها ( يالله يابنت هذا محل غالي ) فحملت منال حسرتها بقلبها وتابعت المسير تبحث عن فستان اخر ارخص. 
وامضت ام محمد سحابة يوم شاق تحاول جسر مقاربة بين حلم يسعد اطفالها، وحقيقة تفرض نفسها، نحن فقراء لكننا قادرون ان نصنع فرحا يشبهنا. 

تعليقات القراء

تعليقات القراء