هل سيزور الصفدي دمشق بعد عبدالله بن زايد

هل سيزور الصفدي دمشق بعد عبدالله بن زايد
2021-11-14
ن.ب
سما الاردن | تقدم وزير الخارجية ايمن الصفدي بإستدراك دبلوماسي علني هذه المرة يحاول يخفف من جرعة الاندفاع في العلاقات الاردنية السورية بعد جدل سياسي ودبلوماسي توسع خلال الاسابيع القليلة الماضية تحت عنوان وعناوين التوسع الاردني في التفويض الامريكي المتعلق بعلاقات التطبيع مع الجانب السوري .
وعلى هامش مشاركة وزير الخارجية الاردني في مؤتمر دولي من أجل الملف الليبي امس الاول نقلت عنه قناة فرانس 24 دعوته مجددا الى ان بلاده تتبنى الحل السياسي والمعالجة السياسية للازمة السورية وتعمل مع الشركاء والاشقاء على هذا الاساس .
الاهم في تصريح الوزير الصفدي الجديد هو تلك الاشارة الى انه لا ينوي شخصيا القيام بزيارة قريبة الى دمشق اسوة بزميله وزير الخارجية الاماراتي الشيخ عبد الله بن زايد الذي قام بزيارة خاصة لدمشق والتقى الرئيس السوري بشار الاسد فيما تسببت زيارته بجدل بين الدول الحليفة للادارة الامريكية في المنطقة ووسط الاسرة الدبلوماسية حول طبيعة رضا الادارة الامريكية عن زيارات التطبيع من هذا النوع.
وكانت العلاقات بين عمان ودمشق قد ذهبت الى اتجاهات غير مسبوقة في الاسابيع القليلة الماضية خصوصا بعد اتصال هاتفي بين الملك عبد الله الثاني و الرئيس السوري بشار الاسد اضافة الى فتح معبر جابر على الحدود المشتركة بين البلدين واجراء سلسلة طويله من الاتفاقيات المتعلقة بالطاقة والتبادل التجاري والتبادل الزراعي وعودة مظاهر التنسيق الامني .
لكن كل تلك الخطوات كانت في اطار توقع ان يقوم وزير الخارجية الاردني الصفدي بزيارة خاصة الى دمشق خصوصا بعد زيارة نظيره الاماراتي ،الامر الذي نفاه الصفدي قبل قليل من الساعات مما يوحي بان الدبلوماسية الاردنية تسعى نحو الاستدراك والايحاء بانها لا زالت او لا تزال مستمرة في الجزء السياسي من العلاقات مع الدولة السورية ملتزمة بالنصوص التي حددها المجتمع الدولي او على الاقل بالرؤية الامريكية للملف السوري .
ويبدو ان ما صرح به الوزير الصفدي له علاقة بجدل سياسي نخبوي تواصل في عمان مؤخرا تحت عنوان انزعاج وصل عبر القنوات الدبلوماسية الى الحكومة الاردنية ونتج عن مظاهر الاندفاع في تطبيع العلاقات مع نظام الرئيس السوري بشار الاسد .
ويوضح بصورة غير مباشرة او في زاوية التلميح تصريح الوزير الصفدي وجود عدم رضا امريكي عن التطبيع السريع في العلاقات مع النظام السوري وبالتالي اضطر الصفدي للحديث عبر الاعلام الدولي والمحطات التلفزيونية عن عدم وجود خطط تخصه لزيارة دمشق قريبا .
وهذا الموقف المعلن في معطيات العلاقة الاردنية السورية يؤدي الى صنف من “الفرامل السياسية” في اندفاع العلاقات الدبلوماسية وهي فرامل لا يمكن لها ان تظهر على هامش نصوص الدبلوماسية الاردنية بدون مراجعات يبدو ان الادارة الامريكية على الارجح هي التي طالبت فيها ووسط تكهنات و توقعات بان البيت الابيض ارسل لعمان رسالة واضحة لا تقبل اللبس والغموض يؤكد فيها بان التفويض الممنوح من الرئيس جو بايدن بتدبير علاقات ايجابية او اقتصادية مع الجانب السوري لا يشمل عودة العلاقات بكل ثقلها او يؤشر على ان عمان فهمت بصورة خاطئة التقدير الامريكي.
وقد وصلت تلك الرسائل من السفارة الامريكية في عمان ايضا والتي تقول ضمنيا بان ما وافقت عليه الادارة الامريكية هو عودة تصدير بعض السلع والمنتجات الاردنية الى الجانب السوري واجراء مناقشات لها علاقة بتصدير الكهرباء الاردنية والغاز المصري عبر الاراضي السورية الى لبنان فقط وليس العودة لسلسة كبيرة من الاتفاقيات ذات البعد السياسي او العسكري والامني والاقتصادي وهو امر بات مسؤولون اردنيون في حالة الادراك له الان

تعليقات القراء

تعليقات القراء