هل تعاني من الإكتئاب أم من القلق؟ هكذا تميز بينهما

معدلات الإكتئاب في العالم العربي مرتفعة جداً وهي مقلقة وتهدد مجتمعات بأسرها. ولكن الغالبية لا تعلن عن مرضها، وبالتالي تكون المعاناة بصمت
2018-07-18

معدلات الإكتئاب في العالم العربي مرتفعة جداً وهي مقلقة وتهدد مجتمعات بأسرها. ولكن الغالبية لا تعلن عن مرضها، وبالتالي تكون المعاناة بصمت. وبما أن القلق والإكتئاب غالباً ما يتم الخلط بينهما فإن الغالبية تخلط بين الأمرين وتتعامل مع وضعها بشكل خاطئ. فكيف يمكنك أن تعرف ما إن كنت تعاني من الإكتئاب أو القلق؟ 


مع تزال المجتمعات العربية تتعامل مع الأمراض النفسية وكأنها «عيب» يجب عدم الحديث عنه رغم أن الأرقام تؤكد حجم الكارثة التي نعيشها لناحية الإصابة بالإكتئاب والامراض النفسية الأخرى رغم أن هذه الأرقام لا تعبر عن الصورة كاملة، بل هي إضاءة جزئية على وضع كارثي على الصعيد النفسي.  الحياة المعاصرة لم يكن تأثيرها إيجابي على الصحة النفسية، بل على العكس فهي خلقت الكثير من الأمراض النفسية وجعلت تلك الموجودة تتفاقم. عند الحديث عن الإكتئاب غالباً ما يتم ذكره جنباً الى جنب مع القلق وكأنهما الخلل نفسه. 

الإكتئاب والقلق مرضان مختلفان عن بعضهما البعض وإن كان هناك علاقة الى حد ما بينهما. فكيف تميز بينهما؟ 

القلق وتعريفه 

القلق النفسي هو إختبار مشاعر الخوف من الكثير من الأمور والقلق حولها. ورغم أنه من الطبيعي الشعور بالقلق النفسي قبل أحداث هامة في حياة الفرد ولكن الحالة تصبح مرضية عندما تؤثر المخاوف في مجريات الحياة اليومية وبالتالي الخوف والقلق يؤثران سلباً على الحياة المهنية، الاجتماعية وحتى العاطفية. 
القلق الذي يستهلك جزءاً كبيراً من نهار الفرد هو التفكير الهوسي. وحين تتكرر مشاعر القلق من دون سبب فعلي فحينها نتحدث عن إضطراب القلق وهو يفوق ما يمكن إعتباره ردة فعل طبيعية على حالة معينة.

هناك في الواقع عدة انواع من القلق وليس نوعاً واحداَ وبالتالي من الاهمية بمكان التمييز بينها. القلق الإجتماعي أو الرهاب الاجتماعي هو الاكثر شيوعاً وهو يتمثل في الخوف من الانخراط  في الاحداث الاجتماعية والشعور بالخجل كما يترافق مع إنعدام الثقة بالنفس. هناك أيضاً إضطراب الهلع والذي وهو سلسلة من القلق والمخاوف التي تصل الى مستويات عالية جداً خلال دقائق معدودة ما يجعل الشخص يصاب بنوبة هلع بعض أنواع القلق تتخذ شكل الفوبيا وحتى إضطراب ما بعد الصدمة يصنف كنوع من القلق النفسي. 

الإكتئاب وتعريفه 

يؤثر الاكتئاب على طريقة التفكير والتصرف ومن شأنه أن يؤدي إلى العديد من المشاكل العاطفية والبدنية. عادة المصاب بالإكتئاب لا يمكنه الإستمرار بممارسة حياته اليومية فهو يفقد الرغبة بالحياة ويختبر مشاعر العجز والفراغ لفترة تزيد عن أسبوعين. المكتئب حزين وبشكل متواصل ولكن الحزن المرتبط بأحداث انية لا علاقة له بالإكتئاب بل حين يستمر الحزن لاكثر من أسبوعين فحينها نحن نتحدث عن خلل. 

من الأعراض التي يشعر بها مريض الاكتئاب بالإضافة الى الحزن هي انعدام الأمل، الرغبة بالبكاء بشكل دائم وفقدان الإهتمام بالامور من حوله والتي كانت فيما مضى تعني له شيئاً. 

القلق والإكتئاب يحدثان معاً

القلق والإكتئاب غالباً ما يحدثان معاً.. فنصف الذين يعانون من الإكتئاب يعانون أيضاً من القلق في الوقت عينه. واحدة من هاتين الحالتين النفسية تؤسس للأخرى، فالقلق قد يمهد الطريق للإكتئاب والعكس صحيح. الدراسات أظهرت بان الذي يعانون من الاكتئاب والقلق في الوقت عينه يملكون بشكل عام العوامل الجينية والعصبية نفسها. كما أن جنس المصاب يلعب دوره فالنساء أكثر عرضة للإصابة بالقلق والإكتئاب معاً أكثر من الرجال. 

الإكتئاب يتلاعب بمزاجك 

الإكتئاب يصنف كخلل في المزاج وذلك لانه يؤثر على الحالة العاطفية للشخص. المرض النفسي هذا يؤثر على العقل وبالتالي هو يملك الإعراض الجسدية والنفسية و العاطفية في الوقت عينه. المريض يختبر مشاعر الحزن واليأس وإنعدام الثقة بالنفس والتشاؤم وحتى أنه يفقد الشعور بقيمته كفرد. المشاعر هذه قد تستمر لأكثر من عامين. القلق وعلاقته بالإكتئاب والمزاج العكر 

التوتر الذي يشعر به المريض النفسي أي شخص بمزاج سيء وعليه لا غرابة في كون المزاج النزق من أعراض الحالاتين. ولكن القلق النفسي هو السبب والمتهم الأول بالمزاج السيء والنزق. 


حين يكون الشخص مصاب بالقلق والاكتئاب معاً فان مزاجه يكون متقلباً ونزقاً أكثر بأشواط من الشخص المصاببالإكتئاب فقط. السبب هو أن هرمانات التوتر كالكورتيزول والادرينالين والأستيل كولين تترافق مع المصابين بالقلق والاكتئاب وليس مع الفئة المصابة بالإكتئاب فقط. هذه الهرمونات  تفرزها الكظرية وهي المسؤولة عن وضع الجسم في حالة الهروب أو المواجهة وعندما يتواجد الاكتئاب والقلق معاً فان الغدد الكظرية تعمل بشكل مفرط. 

كلاهما لهما أعراض جسدية 

التأثيرات الكيميائية للناقلات العصبية تترك أثرها على الجسد سواء كان الشخص يعاني من القلق أو من الإكتئاب أو القلق والإكتئاب معاَ. الذين يعانون من الاكتئاب قد ينامون أكثر من المعدل أو قد لا ينامون بشكل كاف كما أن الأرق من علامات القلقوذلك بسبب الشعور باليقظة بشكل دائم. الشخص الذي يستيقظ عند ساعات الفجر ولا يمكنه ان يتوقف عن التفكير هو شخص يعاني من القلق اما الشخص الذي يجد صعوبة بالغة بالخلود الى النوم هو شخص يعاني من الاكتئاب. 

القلق والإكتئاب يؤديان ايضاً الى انعدام الشهية أو الافراط في تناول الطعام بالاضافة الى مشاكل في الجهاز الهضمي وحتى الم في المعدة. 

الإكتئاب يؤدي الى التفكير بالإنتحار.. أو الاقدام عليه  

رغم أنالقلق والإكتئاب قد يؤديان الى الانتحار ولكن ٩٠٪ من الأشخاص الذين أقدموا على  الإنتحار يعانون من الإكتئاب. دورالقلق في دفع الشخص الى الإنتحار لم يتم إثباته بشكل قاطع رغم أن بعض الدراسات وجدت أنه يلعب دوراً في ذلك. ولكن ما هو خطير للغاية مع المصابين بالقلق النفسي حين تراودهم فكرة الإنتحار هو ان القلق يجعلهم في حالة من اليقظة وهذه اليقظة من شأنها ان تجعلهم ينفذون عملية قتل النفس من دون تردد بينما المكتئب فعليه أن يصل الى مراحل متقدمة من اليأس ومن فقدان الامل كي يقدم على الانتحار. 

تعليقات القراء

تعليقات القراء