" نهاية جزيرة الأمل "

" نهاية جزيرة الأمل "
2018-09-10
إسراء زيادنة

سما الأردن - خليل النظامي - أثبتت الشواهد في جزيرتي أن أبناء الطبقة العاملة هم القوة الحقيقية التي يمكن الاعتماد عليها بالسير نحو الاصلاح والعدالة والمساواة لأنهم خلقوا وعاشوا في رحم المعاناة والعمل والإنتاج بعكس اولئك الذين يعيشون في قصور عاجية يستمتعون بإنتاج الكادحين من العمال مقابل كسرة صغيرة ترمى لهم عن شرفة لقصر ارستقراطي.

 

ويمتاز مجتمع الجزيرة بتصنيفات طبقية اقتصادية وسياسية واجتماعية, تشكل الطبقة البرجوازية والرأسمالية النسبة الاقل انتشارا جغرافيا بينما تشكل النسبة الاكبر سيطرة على الاقتصاد والسياسة والتشريع في الجزيرة, ومن هناك نجد من اطلقوا على انفسهم الاصلاحيون الذين يتحدثون دوما بطريقة متحذلقة مضمونها يتمحور في تعزيز احتكار المعرفة السياسية والاقتصادية على طبقة معينه بهدف اضعاف معنويات الطبقة العاملة والجماهير في مسيرتهم بالسعي تجاه التغيير والإصلاح الحقيقي.

 

ويوميا نرى غالبية الساسة ممن يعتلون مراكز صناعة القرار يحاولون إفهام مجتمع الجزيرة بكافة مكوناته ما لا يريد أن يفهمه مصرين على ذلك عوضا عن تدريبهم على كيفية فهم ما يريد أن يفهم والاستماع إليهم تطبيقا للعدالة الاجتماعية في إشراكهم في صناعة القرار المتعلق بمصائرهم وهذا هو السبب الأبرز في فوضوية واهتزاز المشهد الحالي في الجزيرة.

 

وفي الوقت نفسه تشهد الساحة المحلية العديد من الصراعات السياسية وظهور سلوكيات هوليوديه لبعض النخب السياسية ومراكز صناعة وتشريع القرار والتي أكاد أن اجزم أنها - ممنهج ومرسوم وقوعها بتوقيت زمني ومكاني - كانت السبب الأبرز في إنعاش الطاقة السلبية للمجتمع المحلي بكافة أطيافه ومكوناته, ما أدى إلى خلق حراكات ومشاحنات تتغاير وتتباين فيها الآراء والمواقف ما بين مؤيد ومعارض, وكل ذلك يعود إلى فشل وبطء من هم في مراكز صناعة القرار السياسي والاقتصادي وعدم مقدرتهم على تقديم برامج اقتصادية تنموية تنعكس بالشكل الملموس على واقع المواطن في جزيرة الأمل.

 

كما أن هذه السلوكيات والظواهر والتي يحدثها النخب في الجزيرة هي ثغرة سهلة لدخول الفساد إلى النظام الاجتماعي وبالتالي سيتفاعل المجتمع معها بأسلوب عكسي يظهر من خلال تشريع السرقة والقتل والسطو واستخدام العنف وسهولة اختراق الفكر الظلالي والظلامي الارهابي لعقول ابناءنا وغيرها من الظواهر الهدامة للصورة الاجتماعية وللنظام الاقتصادي والسياسي ككل, ومن جهة أخرى هناك آخرون يتقابلون على طاولة لاحتساء فنجان من القهوة ويتبادلون الابتسامات بعدما عملوا على تجييش الشوارع وجعلوها تلتهب لجني المحصول من مراكز صناعة القرار في الدولة, وتوزيع المغانم في غرف مغلقة, والحقائب الوزارية والمناصب السيادية, ولكن بقيت الخلافات المجتمعية, نار تحت الرماد, كلما احتاجها احدهم أوقدها.

 

وما زلت انا والكثير من الشرفاء الاحرار في جزيرة الامل نطالب كافة المكونات الشعبية المضطهدة والمكبوتة بمساعدتنا لطرد أصحاب المصالح الضيقة والشعارات الكاذبة الساعين خلف المحاصصات السياسية وتقلد المناصب لنهب المكاسب والثروات والخيرات ورميهم في مزابل التاريخ ليتعفنوا فيها, لكي ننعم بالعدل والمساواة في الحقوق والواجبات, وينعم الجميع بخيرات ومكتسبات وخيرات هذه الجزيرة في ضل محبة وسلام وأمان وصولا إلى الرفاهية بعيدا عن المصالح التي تحاك في الغرف المغلقة لتبديد ثروات الجزيرة ونهب خيراتها وتفتيت وحدتها.

تعليقات القراء

  • دينا الرفاعي

    استاذ خليل النظامي جزاك الله خيرا كلالى الفساد الحقيقي لوجدنا الخلل من بيوتنا وفي انفسنا وتربيتنا فلا سبيل للاصلاح الا بصلاح انفسنا واشكرك استاذ مره اخرى على عقليتك السليمه ومحور الموضوع الذي يبث في انفسنا محبه الوحده ورغبتنا في اصلاح ما تبقى لنا من كرامه

تعليقات القراء

  • دينا الرفاعي

    استاذ خليل النظامي جزاك الله خيرا كلالى الفساد الحقيقي لوجدنا الخلل من بيوتنا وفي انفسنا وتربيتنا فلا سبيل للاصلاح الا بصلاح انفسنا واشكرك استاذ مره اخرى على عقليتك السليمه ومحور الموضوع الذي يبث في انفسنا محبه الوحده ورغبتنا في اصلاح ما تبقى لنا من كرامه