معتصم الهويمل يكتب :سمر البشرة ولا نستطيع التنفس

معتصم الهويمل يكتب :سمر البشرة ولا نستطيع التنفس
2020-06-04
معتصم الهويمل
ن.ب

سما الاردن | هاهي جائحة كورونا تشارف على الرحيل، وبدأت الدولة الأردنية ممثلةً بالحكومة بالعودة لفتح القطاعات وإعادة الحياة إلى طبيعتها السابقة.

ولو أعدنا النظر وليست بدقة كبيرة، بل بنظرة عابرة إلى لواء الأغوار الجنوبية أحد جيوب الفقر وأطقعها في المملكة، رغم كمية المعادن النفيسة، وكبرى الشركات العالمية التي تفترس ثرواته في وضَح النهار لوجدنا أنه يعاني أصابته بعشرات الجوائح الاقوى من (Covid-19) قبل أن يظهر هذا الفايروس للعالم.

في لواء الأغوار الجنوبية تربض أوبئة أشد قسوة على البشرية جمعاء، يعاني منها جميع قاطني اللواء تقريباً، ففي اللواء: فقر، بطالة، مرض، غياب للعدالة الإجتماعية، بنية تحتية مدمرة تكاد تكون غير موجودة، لا مشاريع تنموية، لا تنمية بشرية، لا خدمات حكومية، لا رعاية صحية، انتشار الآفة المجتمعية بين أوساط الشباب، حتى بتنا نقول أنه لا يصلح للحياة البشرية ويكاد الجميع يتفق فيما نقول.

منذ تأسيس الإمارة في مطلع القرن الماضي، ومنطقة الأغوار الجنوبية تعاني من مرارة العيش، ومنذ ذاك التاريخ وعلى مسمع الأباء ومن قبلهم الأجداد ونحن نسمع من الدولة عن مشاريع تنموية للمنطقة كانت نتائجها ٧٥% نسبة البطالة بين الشباب في اللواء ونسبة الفقر تصل ٨٥% وحتى الساعة لا برنامج تنموي متكامل (اقتصادياً، اجتماعياً ثقافياً، بيئياً …) خاص للواء.

ولا يمكن لأي كان أن ينكر سواء تسلح بالنفوذ أو المال أو حتى السلطة جملة الحقائق الموجودة على الأرض، وليس هناك من قانون ينصف أهالي اللواء فوقع الظلم عليه كبير فالشركات هنا تتبجح بالظلم وبالعلن وبرعاية قانونية ومباركة الحكومة مباركة مباشرة!

باركت الحكومة قبيل أيام جرائم رأس المال بتعديل أمر الدفاع ٦ حيث إنها أعطته الضوء الأخضر ليفتك بأبناء الوطن بشكل عام واللواء بشكل خاص وبما لا يتوافق مع تصريحاتها على الملأ، فالتعديل الأخير كانت كما وأنها تعطي الشركات بدل الخنجر سيفاً لينقض على أبناء اللواء قاتلاً لهم بلا رحمة، فالنفوذ ورأس المال جريمةٌ اجتماعهما في شركات مخبور فيها اللامبالاة بحياة الإنسان.

 البعيد قبل القريب يعلم يقيناً حجم معاناة اللواء، والدولة عبر حكوماتها لم تكترث لهذا اللواء البعيد عن العاصمة المدللة، والغريب والقريب يعلم يقيناً حجم الانتماء والولاء في هذا اللواء، حيث إنه لم يذكر يوماً هذا اللواء قد حضر إليه دولة رئيس وزراء أو أي مسؤول سوى الملك، وفي زيارات الملك القليلة المتباعدة يحدث تغير طفيف على إثر الزيارات حيث أمر ببناء المدارس وصيانتها.

تكفلت إحدى الشركات في لواء الأغوار الجنوبية أثناء زيارة الملك الصيف الماضي بتوزيع ألواح طاقة شمسية على ما يقارب 442 بيتاً في اللواء وبعد مرور عام، لن تجد لا طاقة شمسية ولا طاقة كهربائية ولا طاقة للحياة حتى! لن ترى سوى عوزاً وصمتاً يكاد ينفجر ولا نعلم حتى الساعة كيفية وتوقيت ولا حيثيات الانفجار....

تعليقات القراء

تعليقات القراء