مشروع علمي عملاق لفك شفرة جميع المخلوقات

فك شفرة جميع المخلوقات الأسمى خلال مدة عشر سنوات فقط، هذا هو الهدف الطموح لمشروع علمي دولي عملاق.
2018-07-12

فك شفرة جميع المخلوقات الأسمى خلال مدة عشر سنوات فقط، هذا هو الهدف الطموح لمشروع علمي دولي عملاق.

ويسعى القائمون على "مشروع الشفرة الحيوية للأرض" تحت إشراف علماء أحياء من الولايات المتحدة للكشف عما يصل إلى 15 مليون جين (معرفة تسلسلها الجيني) بشكل كامل بتكلفة يتوقع أن تصل إلى نحو 7,4 مليار دولار.

قدم هاريس ليون من جامعة كاليفورنيا في مدينة دافيس الأمريكية وفريق باحثين دولي تصورهم عن المشروع اليوم الإثنين في مجلة "بروسيدنغز" التابعة للأكاديمية الأمريكية للعلوم.

واعتبر الباحثون مشروعهم "صعودًا للقمر بالنسبة لعلم الأحياء" ووصفوا المجموع الوراثي للمخلوقات بأنه "المادة المظلمة" بالنسبة لعلم الأحياء، في إشارة للمادة السوداء في الفضاء السحيق والتي لا تزال تمثل لغزًا محيرًا لعلماء الفلك.

وبعد أن استمر الكشف عن التسلسل الجيني للمجموع البشري لدى الإنسان من عام 1990 حتى عام 2003، يسعى الباحثون الآن لجمع البيانات الوراثية قدر الإمكان لمعظم كائنات حقيقيات النوى وهي الكائنات التي يوجد مجموعها الوراثي كله في النواة.

وتنتمي جميع الحيوانات والنباتات لهذه المخلوقات بالإضافة إلى العديد من الكائنات وحيدة الخلية.

وأوضح الباحثون أن 2,0 % فقط من هذه المخلوقات هي التي تم فك شفرتها حتى الآن.

ويعرف العلماء من المخلوقات حقيقية النوى نحو 5,1 مليون كائن حتى الآن بالإضافة إلى أن هناك وفقًا للتقديرات نحو 10 إلى 15 مليون من الأنواع أغلبها وحيدة الخلية، حشرات وحيوانات بحرية صغيرة.

كما يعتزم الباحثون تسجيل المجموع الوراثي لجميع الأنواع الحية المعروفة إضافة إلى المجموع الوراثي لأنواع ليست معروفة حتى الآن.

يشار إلى أن البكتيريا والبكتيريا القديمة، العتائق، ليست من بين المخلوقات حقيقية النوى.

وأوضح جين روبينسون من جامعة إلينوي في مدينة أوربانا، أن أبحاث المجموع الوراثي "ساعدت العلماء في تطوير عقاقير وتطوير مصادر جديدة للطاقة المتجددة وتغذية السكان المتزايدة أعدادهم وحماية البيئة ودعم بقاء البشرية ورفاهيتها".

ويعتقد الباحثون أن تضاعف المعلومات الجينية سيؤدي أيضًا إلى تطورات علمية جديدة حيث يشير أنصار الفكرة إلى مشروع المجموع الجيني البشري الذي يرون أنه حقق في الولايات المتحدة وحدها نحو 140 ضعف الأموال التي استثمرت فيه.

ولكن مبررات الباحثين ليست اقتصادية بالدرجة الأولى "حيث إن مشروع (الشفرة الحيوية للأرض) سيتيح لنا إلقاء نظرة في التاريخ وتنوع الحياة، وسيساعدنا على أن نفهم جيدًا كيف نبقى" حسبما أوضح روبينسون.

وفقا للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة فإن هناك نحو 23 ألفا من الأنواع مهددة بالانقراض.

تعليقات القراء

تعليقات القراء