ماما في الشارع.. فيديو

ماما في الشارع.. فيديو
2019-01-10
حنين العبداللات

سما الاردن | العديد من الشباب يعانون من البطالة والظروف الاجتماعية الصعبة الذي يمرون بها، فمنهم من يتغلب على ظروفه ويواجهها ويقرر أن يتحدى هذه الصعاب ومنهم من يستسلم لظروفه ليعش في دور الضحية، ولكن قلما تجد نماذج من الشباب يحتذى به.

بين ارتفاع مصاريف المعيشة، وغلاء الأسعار، قررت شقيقتان أن يتحديا نظرة المجتمع إليهما ويقومان بمشروع صغير لتوفير المال اللازم لهما، فلم يهابا نظرة المجتمع إليهما وأخذا يتجولان في عربات المترو بمشروعهما الذي أطلقا عليه «ماما في الشارع».

قررت الشقيقتان أسما (18 عاما) وإسراء (21 عاما)، بعدما يأسا من الحصول على وظيفة خلال دراستهم الجامعية، تجولتا في عربات المترو لبيع السندوتشات ، ولم تلتفتا لأي شيء سوى لتحقيق حلمهما ، وتأمل كلا منهما في أن يكبر المشروع ويصبح لهما يوما ما مكان مرخص للعمل بشكل قانوني ودون أن يتعرضا لأي مضايقات.

تبدأ أسماء وإسراء يومهما بتجهيز السندوتشات في المنزل وتتكون السندوتشات من جبنة ولانشون وبرجر وكفتة وبانيه، وذلك بمساعدة الأم والخالة في إعداد وتجهيز السندوتشات ، ثم يتوجها إلى عربات المترو بدءا من محطة مترو فيصل حتى نهاية الخط ، لبيع الأطعمة للطلبة وبأسعار رمزية تترواح بين 3.5 إلى 10 جنيهات.

تدرس أسما في كلية التربية الفنية بالفرقة الثانية، بينما تدرس شقيقتها إسراء في كلية السياحة والفنادق، وقد اعتمدتا على دراستها في هذا المشروع.  تحمل إحداهن حقيبة سمراء، والأخرى تحمل "آيس بوكس"، صندوق كبير ممتلئ بالساندويتشات التي أعدت في المنزل، وبعض العصائر المثلجة.

استغلت إسراء ما تعلمته في كلية السياحة والفنادق، بمساعدة أختها التي تدرس في كلية التربية الفنية بجامعة القاهرة، لإعداد الساندويتشات المنزلية بطريقة شهية، والحفاظ عليها في الصندوق وبيعها في عربات السيدات بمترو الأنفاق.

ورغم عدم حصولهما على أية تصاريح من وزارة الصحة أو غيرها إلا أنهما حاولتا تقديم الضمانات اللازمة للمشترين "بنعمل الأكل بيتي كل يوم طازة بطازة ومن مكونات متخوفش زي الجبن واللانشون والمعلبات، وبيكون بسعر مناسب".

تنطلق الشقيقتان من محطة فيصل في الخط الثاني من مترو الأنفاق في التاسعة صباحا مرورا بكل المحطات، وحتى يصلا إلى محطة شبرا الخيمة في نهاية الخط يبيعان ما يصنعوه، ليشعرا بالنجاح مع بدء مشروعهما "كل اللي بيشوفنا بيكون فرحان بينا وبحماسنا حتى لو محدش اشترى بيعاملونا كويس".

ولكن السعادة لم تدم، فالفتاتان اللتان يخوضا سوق العمل لأول مرة لم يسلما من مضايقات الباعة الجائلين في المترو، "مش هنكمل في المترو عشان هيمنعوا وجودنا أو هندفع غرامة"، لافتين إلى أنهم يبحثون عن مكان قريب من الطلاب بعيدا عن المترو"

تقدم الشقيقتان طعاما بيتي "على قد الإيد" فالساندوتشات التي تتنوع بين الجبن الرومي واللانشون والكفتة، تتراوح سعرها من 3 وحتى 8 جنيهات، كانت محط الأنظار من قبل الجميع، وعن سبب اختيار الاسم «ماما في الشارع»، قالا "عشان الأكل بيتي زي اللي ماما بتعمله في البيت للي مش بيحبوا الأكل الجاهز.

تعليقات القراء

تعليقات القراء