ماذا نفعل بالفلسطينيين !!

ماذا نفعل بالفلسطينيين !!
2021-05-21
د.حازم قشوع
ن.ب

سما الاردن | ربما لم يخطر على بال قادة الحركة الصهيونية الذين خططوا لقيام  دولة صهيونية فى اراضي اسرائيل التاريخية، سؤال مهم جدا كان قد سقط منهم مع انهم كانوا قد خططوا بذكاء شديد جدا لقيام الدولة الاسرائيلية وهو السؤال الذى بقي برسم الاجابة الى يومنا، هذا السؤال الذى يمثل ارضية الصراع الجغرافي والسياسي، وهو ماذا نفعل بالفلسطنيين السكان الاصليين لدولة صهيون المراد تكوينها، وما هي الاليات والوسائل التى يمكنها ان تذوب ديموغرافيتهم او تقوم بتسييل الجغرافية الفلسطينية. 

دوله صهيون وهو مصطلح  توراتي مطاطي قد يختزل بجغرافية فلسطين التاريخية، وقد يمتد ليشمل الاردن وبعضا من الاراضة المصرية والعراقية لذا لم تكشف اسرائيل الى يومنا هذا عن ماهية الحدود الجغرافية التي تستهدفها سياساتها التوسعية فيما بقيت مسأله حدود دولة اسرائيل وجغرافية بني صهيون مسألة غامضة وغير واضحة حتى يتم ترسيمها او ايجاد تسوية مقبولة تقف عليها وذلك ضمن ارضية بائنة يمكن التعاطي معها بتوافقية سياسية و اطر  قانونية، بقيت مسألة ما الذى تريده اسرائيل مسألة غامضة غير معروفة لم يبنها ثيودور هرتزل فى كتابه لم يجب عنها نتياهو حتى فى جلساته الخاصة مع القادة العرب، هذه الاسئلة تعد بديهيات عامة كان الاجابة عنها اولا حتى نفهم على ماذا يتم الحوار واين سينتهي وبقيت اسرائيل تتعامل بالقطعة مع الجميع كما جاءت الرياح لصالحها حملت معها تمددا من النفوذ واسقاطات جديدة تبتعد عن الاجابة السابقة وتشتبك لتجيب عن اللاحقة وهي مازالت ترسم احداثيات لا ترى بالبصر وتعرف بالبصيره. 

ومن وطن قومي لإسرائيل الى دولة فى اسرائيل عمل هيرتسل وقادة الحركة الصهيونية تباعا على توطين الديموغرافية اليهودية على امل بناء مجتمع مدني فى اسرائيل وهو مشروع نادى به حاييم وايزمان لكنه لم يكترث للديموغرافيا الفلسطينية وكان اول من فعل من قادة اسرائيل هو اسحق ابشتاين الروسي الذى كان قد هاجر وتدرس ونبه من خطورة الديموغرافية الفلسطينية على الارض وهذا ما بينه ابيشلي فى كتابه الذى حمل عنوان المجتمع الصلب، وهذا ما يجعل قادة الفكر الصهيونة لا يعيروا انتباها للجانب الديموغرافي العربي فى فلسطين حتى جيباتتونسكى قائد  الحركة اليمينية التوسعية فى اسرائيل تعامل مع هذه المسأله بستخفاف شديد بسبب الحالة المعيشية للسكان العرب وذهب الى امكانية تذويب هويتهم فى مجتمعات اخرى وهضم بعض المركبات السكانية العربية والبعض الاخر يكونون فى اطار حكم ذاتي محدود اداريا. 

لكن ما احدثته الانتفاضة الاخيرة من اشتباكات ميدانية وحركة عصيان مدني ومظاهرات عارمة في الكل الفلسطيني انها بددت كل المخططات الاسرائيلية الجغرافية منها التى تقوم على حل الدولتين الديموغرافية التى تقوم على التوطين وتذويب الهوية واعادة مسرح الاحداث وآليه الاشتباك لتكون عند العام 48، فالفكر الاسرائيلي اليمينى اثبت فشله وفشل نظرياته فى نظرية القلعة واسوار شارون الواقية وحتى القبة الحديدية المانعة ليعاد ذات السؤال الذى غفل عنه قادتها هو ماذا نفعل بالفلسطنيين بالعودة الى طاولة البحث من جديد. 

فلقد اثبت الشعب الفلسطيني بهذه الانتفاضة ان عقيدته ليست للبيع وان ايا ما كانت المغريات المعيشية والمادية او حتى الجغرافية فانها لن تثنيه عن مطالبته المشروعة بالاستقلال والحرية فيما عكف اصحاب الفكر العربي الفلسطيني فى الرد على السؤال المطروح  بسؤال قد يجيب عن السؤال الاسرائيلي والذى يبدأ بماذا نفعل بالمتطرفين الصهاينة الذين يرفضون التعايش ويرفضون احترام الاديان ويقفزون فوق الحقوق المشروعة ويختزلون القدس بعنجهية وعنصرية بغيضة، ماذا نفعل بتيار الارغون وعصابات الشيتري وممارساته بما تقوم عليه من فكر متطرف يحويه نتياهو والتيار اليميني قبل ما تبدأ بعض الاحزاب والحركات الارهابية في اسرائيل مع نهاية انتهاء الاشتباكات بالحديث عن ماذا نفعل بالفلسطينيين !؟. 

تعليقات القراء

تعليقات القراء