ماذا لو استجاب العالم لنداءات الملك؟

ماذا لو استجاب العالم لنداءات الملك؟
2020-01-18
ن.ب

سما الاردن | في خطاب وصف بالتاريخي، ألقى الملك عبدالله الثاني الكرة في ملعب المجتمع الدولي حين حذر من سيناريوهات كارثية توشك أن تعصف بالمنطقة والعالم. الصرخة الملكية “ماذا لو” أمام البرلمان الأوروبي، شخصت التحديات التي تواجه العالم، وقدمت وصفة حل مثالية، لا تحتاج من المجتمع الدولي سوى قليلا من الجرأة وكثيراً من الشعور بالمسؤولية الإنسانية. ليبيا، العراق، سوريا، فلسطين،إيران وغيرها من الملفات التي وضعها جلالته بكل صراحة وشفافية أمام الدول الفاعلة مدافعاً عن الإنسان بعيداً عن أي اعتبارات سياسية أو دينية أو عرقية، ليحذر بأن النار إذا اشتعلت في المنطقة فلن يسلم العالم أجمع من لهيبها، والحريق سيطال الجميع، من هنا تنطلق مسؤولية المجتمع الدولي في نزع فتيل الصراع في المنطقة حتى يهنأ العالم بالأمن والسلام والرفاه. ورغم التحديات والتطورات التي تشهدها المنطقة، سيما “التحرش المتبادل” بين أمريكا وإيران، إلا أن خطاب جلالته حافظ على أولية القضية الفلسطينية والسلام المتعثر، فهي القضية المحورية، التي ينفرد الملك بحملها حيث ارتحل مدافعاً ومناصراً ومنحازاً. وبذات الشجن والحرص والصدق تبنى جلالته الملف العراقي، متحدثاً بلسان كل عراقي دون تمييز أو تفريق عرقي أو طائفي، كان عراقياً كأي عراقي أصيل، وكان ليبياً صادقاً بدعوته للمجتمع الأوروبي إلى إنقاذ ليبيا من التحول إلى دولة فاشلة وما سيلحقه ذلك من ضرر على الدول الأوروبية المطلة على الشواطئ الليبية. لطالما كان الملك أول من يدق ناقوس الخطر، كان ذلك عندما حذر من الهلال الإيراني، قد صار الهلال بدراً. وعندما حذر من مسببات الإرهاب وحاضناته، وحين حذر من احتلال العراق وتداعياته الداخلية والخارجية، وقد وقع المحظور فسقط العراق في دوامة العنف والاقتتال الأهلي والفساد المالي والسياسي والطائفي. وفي سوريا سبقت نصيحة جلالته باحتواء الأزمة سياسياً، آلة القتل والدمار والتشريد. وقبلها في فلسطين. لكن للأسف لم تؤخذ تحذيرات جلالته على محمل الجد، وحُيد صوت الحكمة، ليعلو مكانه جنون المتطرفين الذي حوّل المنطقة لجزيرة دم ونار، وهانحن ندفع ومعنا العالم الثمن باهظاَ. وبقدر ما يفتخر الأردنيون بحكمة مليكهم ورؤيته الثاقبة، غير أن ثمة حسرة وأسى ومخاوف حيال العجز الدولي عن التقاط التحذيرات الملكية وترجمتها على ارض الواقع عبر تداعي القوى العظمى والاتفاق فيما بينها لصالح الإنسانية المغيبة، من أجل إحلال السلام ووقف القتل والدمار، وأن يكون الإنسان وتمكينه من حياة آمنة ومستقرة هو الغاية لا الضحية. تماماً كما يؤمن الملك عبدالله الثاني، فماذا لو أنصت العالم للملك واستجابوا لنداءاته لمرة واحدة فقط؟

تعليقات القراء

تعليقات القراء