لنغلق مجلس النواب!

لنغلق مجلس النواب!
2020-05-31
سميح المعايطة
ن.ب

سما الاردن | لايتحمس عامة الأردنيين للانتخابات منذ زمن وهذا بسبب صورة العمل النيابي خلال العقود الأخيرة في أذهان الناس ، فهناك مسيرة ساهمت فيها الحكومات ومعظم النواب وفئات من المجتمع في رسم هذه الصورة والنتيجة ان اي انتخابات يجب أن يصاحبها عمل كبير لإقناع الناس بالذهاب إلى صندوق الاقتراع ،لكن هذا لا يعني الغاء سلطة من سلطات الدولة أو تعطيل بعض أحكام الدستور .
ووجود قوى سياسية معارضة مثل الإسلاميين تشارك في الانتخابات ليس أمرا يحدث للمرة الأولى بل هو منذ سبعين عاما تقريبا ،والدولة تنجح دائما في إدارة معادلة حضورهم وأحيانا كثيرة برضاهم حتى دون اتفاق مسبق او بوجوده .

وهذا يعني أنه لا جديد هذا العام فيما يتعلق بالانتخابات إلا الحالة المتكررة من البعض الذين يعملون في كل انتخابات على محاولة إقناع صاحب القرار بالتأجيل مستخدمين القضايا العامة لكن الحقيقه هي المصالح الذاتية ، ودائما ما يكون انحياز صاحب القرار المسار المنتظم للدولة ،وهذا ما كان قبل كورونا عندما أعلن الملك ان الانتخابات ستجري هذا العام ،ووقتها كان الجميع  بانتظار الخطوات القادمة قبل ان تداهمنا أزمة الوباء الذي رأى فيه تيار التأجيل فرصة لخدمتهم.

اليوم يتحلل العالم ونحن أيضا من تبعات أزمة الوباء ،وتعود الأمور إلى طبيعتها بسرعة ،وبالتالي لا ضرورة لأي قرار سياسي يظهر الدولة مترددة او حائرة في تحديد خطوة دستورية تعبر عن استقرار الدولة وانتظام حركتها واحترامها لمواعيدها الدستورية وأيضا احترامها لحق الاردني في اختيار ممثليه ،وحق الدولة في تحديد نخبها وطبقات المسؤلين فيها. 

ان يكون هناك عزوف من الناس عن المشاركة فهذا لا يعني إغلاق مجلس الأمة وتعطيل الدستور ، فالأمر ليس حبا في الانتخابات بل حرصا على فكرة الدولة والمؤسسية وتعزيز مسارها المستقر المستمر. 

تعليقات القراء

تعليقات القراء