كتاب واعد.. وخذلان جديد

كتاب واعد.. وخذلان جديد
2022-09-04
ن.ب

سما الاردن | إيمان نصري القيسية

أبحث في العناوين المكومة على أطراف الشوارع أو في المكتبات أو حتى في معارض الكتب لأجد روايات تختزن الكثير بين أوراقها، ومن باب حب العمل الوطني.. دائما ما أرود العمل الأردني قبل أي عمل آخر. 
يستفز فضولي الأعمال الموقعة بأقلام شابّة بحكم أنّي أدرّس  اللغة العربية وأسعى بقوة لدعم أي كاتب صغير يحمل الموهبة في قلمه؛ 
غالبًا ما أرى عناوين مثيرة جدا فأقلّب الصفحات بنهم شديد لأعرف المحتوى ولو بصورة عامة.. 
يخذلني كثيرًا أن أرى الأخطاء النحوية والإملائية في النصوص قبل حتى أن أراجع أسلوب الكتابة؛ 
أحاول البحث عن أسباب لهذه الظاهرة فلا أرى ملومًا بقدر دار النشر التي تهدف إلى إصدار كتب كثيرة دون تدقيق في المحتوى أو العمل؛ 
ثم أصدم مرة أخرى بالأسلوب الركيك أو حتى بالإسهاب الغريب غير المبرر للمشاهد؛ ما يدل على عدم مراجعة النصوص قبل نشرها أو إصدارها. 
الغريب واللافت للنظر في الفترة الأخيرة أنّ عددّا كبيرا من الروايات صدرت على الساحة لكن للأسف لا يتجاوز عدد المشاهدات والقراءات لهذه النصوص البضعة القليلة من القرّاء؛ 
أنا لا أقصد أبدًا أن يُحرم الكاتب الواعد من الكتابة لكن لم لا تُراجع النصوص قبل النشر؟! لم لا تُراقب المواد قبل أن تصبح على المواد الأدبية؟! 
مؤسف جدا أني أصدرت منذ عام تقريبا كتابا صغيرا جمعت فيه عددا من النصوص والقصائد واللوحات لأتفاجأ بأن العنوان الذي اخترته كان عنوانا لكتاب آخر.. ولم يلحظ أحد غيري ذلك!!!
دعوة صغيرة لدور النشر قبل التفكير بالكم... أن يعاد النظر في مادة النصوص.. 
دعوة أكبر للكتاب الصغار الواعدين بمراجعة نصوصهم قدر الإمكان مع أهل الخبرة واللغة والنقد فالخير بالتمهل
تأكد عزيزي القارئ أنّ دور النشر لهادور كبير في حل هذه القضية فلو أنّها تقوم بأداء دورها الكامل من متابعة النص وتدقيقه وتصحيحه ومراجعته قبل النشر ولو أن الكاتب الواعد يطالع أكثر ويقرأ بشكل جدي لكتاب عظماء من السلف حتى يغدو المخزون اللفظي والمعجمي لديه بمثابة كنز يلجأ إليه؛ ولو أنه يتابع قدر الإمكان دورات التقوية وتعليم أساليب الكتابة؛ ولو أن القارئ يثبت تعليقاته على ما يقرأ ويحاول الوصول بها إلى صاحب النص بغايات التحسين ومن باب الإخلاص للقراءة؛ ولو أن النقاد والمراكز الثقافية والمؤسسات الشبابية التي تعنى بالمواهب على الصعيد الحكومي والخاص تقوم بأداء واجبها تجاه هؤلاء الكتاب؛ لكان الناتج الفني يستحق فعلا أن يسمى ابداعا وطنيا يستحق الثقة رغم أن جميع الجهات الثقافية المعنية تحاول جهدا كبيرا في نشر وعى الكتابة والابداع الا ان الامر يحتاج لبعض الدراسة والتمحيص
انا بدعوتي هذه لا ابحث في سفاسف الأمور بقدر ما ابحث في مستقبل واعد لنجوم كل أحلامها أن ترى نصوصها على أروقة المكتبات.

تعليقات القراء

تعليقات القراء