صقور الأردن ينتظرون تحول الوعود إلى واقع

صقور الأردن ينتظرون تحول الوعود إلى واقع
2019-05-15
ض ع

سما الاردن | أقل من ثلاثة أشھر تتبقى على انطلاق نھائیات كأس العالم 2019 لكرة السلة في الصین، في وقت یحاول فیه المنتخب الوطني قھر الظروف المحیطة، من أجل الاستعداد مبكرا للمشاركة في البطولة.

وتأھل المنتخب الوطني إلى كأس العالم للمرة الثانیة في تاریخه، ویمني النفس في الخروج بمشاركة أفضل من الأولى على أقل تقدیر، علما بأنه خرج من الدور الأول قبل 9 أعوام في تركیا، بخسارته مباریاته الخمس.

وتخلصت كرة السلة الأردنیة من الظروف الصعبة التي أحاطت باللعبة على مدار الأعوام السابقة، وتمكنت من استعادة نشاطھا على صعید المنتخبات والمسابقات المحلیة، والآن فإن الأمل معقود على استثمار ھذا النشاط ومواصلة البناء على ما تحقق في الأشھر الـ18 الأخیرة.

تأھل لاعبو المنتخب الوطني إلى نھائیات كأس العالم بصعوبة بالغة، وتمكنوا في النافذة الأخیرة بالتصفیات الآسیویة، من تحقیق فوزین لافتین على الصین ونیوزیلندا، فدبت الفرحة في نفوس عشاق اللعبة، في مشھد لم نألفه على مدار الأعوام الماضیة، لكن سرعان ما خفت الحماس فجأة من دون سابق إنذار أو سبب واضح، الأمر الذي أثار ضیق اللاعبین الذین بدؤوا یشككون في أھمیة ما حققوه من إنجاز.

من المفترض أن تنطلق استعدادات المنتخب الوطني في وقت مبكر، وھو ما حدث فعلا عندما تجمعوا للمرة الأولى قبل أكثر من شھر ونصف، في محاولة من اللجنة المؤقتة لاتحاد كرة السلة، لاستغلال وجود مدرب لیاقة بدنیة مختص ھو الأمیركي جایسون أرنولد، للمحافظة على جاھزیة اللاعبین بدنیا في ظل عدم وجود نشاط سلوي في الفترة الحالیة.

ووضعت اللجنة المؤقتة برنامج إعداد مكثفا للمشاركة في النھائیات، وناشدت الأطراف المعنیة كافة الرسمیة منھا أو الشعبیة، بضرورة دعم مشوار التحضیر للخروج بمشاركة تلیق بالسلة الأردنیة، لكن ھذه المناشدات لم تجد من یبدي اھتماما لھا، الأمر الذي وضع اللجنة المؤقتة والجھاز الفني للمنتخب بقیادة المدرب الأمیركي جوي ستایبینغ، في وضع صعب وحساس.

كان من المقرر أن یغادر المنتخب الوطني إلى سلوفینیا لإجراء معسكر تدریبي، یھدف من خلالھ أیضا لتجھیز منتخب 3×3 للمشاركة في نھائیات كأس آسیا، لكن الوعود بدعمھ نقدیا، لم تتحول إلى واقع ملموس، الأمر الذي أرغم اللجنة المؤقتة، على إلغاء المعسكر، والاكتفاء بتدریبات محلیة، أقلھ حتى نھایة الشھر الحالي.

إلغاء معسكر سلوفینیا جاء بمثابة جرس إنذار للمھتمین والمعنیین بشؤون اللعبة، وتسربت المخاوف حول إمكانیة أن یمتد تأثیر غیاب الدعم إلى باقي مشوار التحضیر للنھائیات، الأمر الذي یعرقل الجھود المبذولة من قبل اللاعبین والجھاز الفني. اللجنة الأولمبیة عملت جاھدة على تقدیم أوجه المساندة كافة للمنتخب الوطني فوز انتھاء مشوار التصفیات أواخر شباط (فبرایر) الماضي، بید أن الدعم المقدم من خلالھ یذھب معظمه إلى التحضیرات الإداریة والتدریبیة واللوجستیة للفریق، بدءا من العقود الموقعة مع اللاعبین، ومكافآت التأھل، ومصاریف استئجار ملاعب التمرین والتنقل، ناھیك عن رواتب ومستحقات أعضاء الجھاز الفني. أما المعسكرات الخارجیة، فتتطلب میزانیة مستقلة، قدرت اللجنة المؤقتة قیمتھا بعد انتھاء التصفیات بمئات الآلاف من الدنانیر، وفي ظل الوصع الصعب الذي تعیشه اللجنة على الصعید المالي، فإن الأمل یحدو عشاق اللعبة، في أن یتحرك القطاعان العام والخاص لتقدیم أوجه الدعم المالي، كي یواصل اللاعبون رحلتھم، لا سیما وأنھم سیرفعون علم البلاد عالیا، في واحدة من أھم التظاھرات الریاضیة في العالم.

وتلقت اللجنة المؤقتة وعودا رسمیة بشأن الحصول على دعم ”حكومي“، لكن ھذه الوعود لم تخرج حتى الآن على النطاق الشفھي، وغابت مؤسسات رسمیة أخرى عن المشھد، في وقت ابتعدت فیه شركات القطاع الخاص عن الصورة الكبیرة، رغم إمكانیة استغلال ھذه المشاركة إعلانیا، خصوصا وأن اللاعبین اكتسبوا شعبیة جارفة لدى محبي الریاضة الأردنیة في الفترة الماضیة. 

الأمر الأكثر إثارة للاستغراب، ھو غیاب التكریم المعنوي للاعبین، وھو موضوع أثار استیاء أوساط اللعبة، لأن كثیرا من المؤسسات الرسمیة اھتمت بتكریم شخصیات من خارج البلاد من دون الالتفات إلى من بذل جھدا استثنائیا لوضع الریاضة الأردنیة على الخریطة العالمیة، ویكفي العلم بحجم التقاریر الصحفیة العالمیة التي اھتمت بمشاركة الأردن في نھائیات الصین، كما أن إمساك أسطورة السلة الأمیركیة كوبي براینت ورقة الأردن في القرعة التي حظیت بمشاھدة مكثفة في أنحاء العالم كافة، صورة تتحدث عن نفسھا.

لاعب المنتخب الوطني موسى العوضي أطلق ھاشتاغ "#معلش-احنا-كمان-نشامى" عبر منصات التواصل الاجتماعي التي عبر من خلالھا عن استیائه من غیاب التكریم المعنوي للاعبین في الفترة الماضیة رغم أھمیة ما تحقق، وشاركھ في ھذا الاستیاء لاعبون آخرون، ومن المتوقع أن تزداد رقعة ھذا الاستیاء إلى الشارع الریاضي، ما لم یحدث تحرك فعلي لدعم المنتخب الوطني في الفترة المقبلة.

شركات القطاع الخاص، ورغم التفھم الكامل للوضع الاقتصادي الخانق الذي تمر به، یمكنھا المشاركة في ھذا الواجب الوطني المھم، لا سیما وأنھا قامت بدورھا في ھذا السیاق خلال مناسبات سابقة متعلقة بالریاضة الأردنیة، أما الدعم الحكومي فآن أوان أن یظھر على الملأ قبل نھایة أیار (مایو) الحالي على الأكثر، كي لا تتأثر الاستعدادات بصورة أكبر، كما أن الاستعجال في تقدیم الدعم الحكومي، سیسھم في تسریع وتیرة دخول القطاع الخاص على خط المساعدة. طروحات عدیدة تلوح في الأفق لحل ھذه المشكلة، مثل فتح حساب إلكتروني رسمي للتبرعات، وھو اقتراح تقدمت بھ صفحات كرة السلة المحلیة المتخصصة على مواقع التواصل الاجتماعي التي تحولت إلى صوت صاخب لجمھور السلة الأردني في الأشھر الأخیرة، أما الوسیلة الأكثر فاعلیة، فقد تكون برنامج ”تیلیثون“ عبر التلفزیون الأردني الرسمي أو القناة الریاضیة، أو حتى القنوات الخاصة، من أجل جمع أكبر قدر ممكن من الدعم النقدي لرفد خزینة الاتحاد في الفترة المقبلة.

المصدر: الغد.

تعليقات القراء

تعليقات القراء