"صفعة" القرن .. حل الدولتين على شكل كونفدرالية

"صفعة" القرن .. حل الدولتين على شكل كونفدرالية
2019-01-25
ز.ل

حصري سما الاردن | زكريا الغول - برزت مؤخرا دعوات من جديد لمشروع "حل الدولتين" سعيا لإنهاء الصراع في الشرق الأوسط، كان آخرها أمس الأول حين طالب مراقب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة، السفير رياض منصور مجلس الأمن الدولي، لدعم مشروع الحل.

وأكد وزير الخارجية الأردنية أيمن الصفدي وفقا لـ"بترا" خلال مشاركته  في الجلسة الحوارية التي عقدت اليوم الخميس خلال فعاليات اليوم الثاني لمنتدى دافوس الاقتصادي العالمي بعنوان "المشهد الأمني في الشرق الأوسط" أن حل الصراع الفلسطيني على أساس حل الدولتين هو السبيل الوحيد الذي سيحقق السلام الشامل في المنطقة.

بالتزامن مع هذه التصريحات قال موقع إلكتروني عبري إن السفير الأمريكي في إسرائيل، ديفيد فريدمان، أعلن عن الموعد النهائي للخطة الأمريكية للسلام في الشرق الأوسط.

وذكر الموقع الإلكتروني العبري "واللا"، ظهر اليوم، الخميس، أن ديفيد فريدمان، السفير الأمريكي في إسرائيل، قال في جلسة مغلقة أن الرئيس، دونالد ترامب، سيعلن عن خطته للسلام في الشرق الأوسط، المعروفة باسم "صفقة القرن"، في نهاية شهر أبريل/ نيسان المقبل.

وأوضح الموقع الإلكتروني أن "صفقة القرن" ستعلن بعد الانتهاء من الانتخابات البرلمانية الإسرائيلية "الكنيست"، المقررة في التاسع من أبريل/ نيسان المقبل، ولكن قبيل تشكيل الحكومة الإسرائيلية نفسها.

وأكد خبراء في الشأن الاسرائيلي أن حل الدولتين الذي طالما رفضته اسرائيل سيعود بشروط اسرائيليه تتمثل بالكونفدرالية الاردنية الفلسطينية.

ويعتقد الخبراء أن الموقف الاسرائيلي الرافض لحل الدولتين كان نتيجية عدم إئتمان اسرائيل السلطة الفلسطينية على الحكم في ظل المتغيرات السياسية والديموغرافية الحاصلة في الشرق الاوسط خصوصا بعد ربيع العرب عام 2011.

ولفتوا إلى إن الجانب الاسرائيلي اعاد مشروع حل الدولتين إلى الواجهة بشرط أن تكون الضفة الغربية تحت السيطرة الاردنية لظمان عمقها الاستراتيجي بدلا من السلطة الفلسطينية.

هذا ما جعل الحديث مشروع الكونفدرالية يعود مجددا، كجزء من مشروع التسوية الذي تطرحه الإدارة الأمريكية لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وفقا لـ"عربي21"

وأدرج "عربي21" تصريحا قال فيه إنه رغم الأحاديث الدافئة بين الطرفين الرسميين الأردني والفلسطيني حيال القضية، إلا أن تصريحات عدة صدرت غير مرة من قبلهما، بالتأكيد على أن خيار الكونفدرالية سيبحث بصورة فعلية بعد انتهاء الاحتلال الإسرائيلي عمليا على الأرض، وأن لا مانع من الحديث والتشاور والنقاش حول المسألة لكن دون البت الرسمي بها.

 وتحدث الكاتب الأردني ماهر أبو طير، في مقال نشره في صحيفة الغد الأردنية في الخامس من الشهر الجاري، أن بعض التيارات الشعبية في الضفة الغربية لا تمانع لو عادت لتنضم إلى الأردن تحت أي مسمى.

الشيخ فهدالصباح قال في تصريح نقلته صحيفه ( النهار الكويتية) العام الماضي إن الكونفدراليه الفلسطينيه - الاردنيه مخرج العرب من ازمتهم بعد فشلهم من تحقيق مرادهم في تحرير فلسطين ما يؤسس لحل دائم لا تضيع معه القضية الفلسطينية ولا تتحول الاردن وطنا بديلا، انما تؤطر العمل الجماعي العربي ضمن وجهة نظر واحدة بدلا من التشتت في المواقف الناجم عن المصالح الذاتية لكل دولة، فيأخذنا الاسرائيلي بالمفرق ويبيعنا السلام بالجملة، لكنه السلام على طريقته.

من جانبه قال محرر الشؤون العربية في صحيفة "هآرتس" تسفي برئيل إن خطة الكونفيدرالية تحظى بالأهمية من قبل الولايات المتحدة و تقترح أن تكون الضفة الغربية دون القدس تحت الرعاية الأمنية الأردنية، التي ستدافع عن الحدود بين إسرائيل والكونفدرالية منوها إلى أن إسرائيل ربما تعترف بالدولة الفلسطينية؛ ولكن فقط كجزء من الكونفيدرالية ودون قطاع غزة؛ الذي سينتقل لرعاية مصر الأمنية.

رغم أن الأردن أعلن في أكثر من مناسبة على لسان وزيرة شؤون الإعلام، جمانة غنيمات، أن "موقف بلادها ثابت وواضح برفض كافة هذه المشاريع، وأن ما يطرح من سيناريوهات تتحدث عن كونفدرالية أردنية فلسطينية مرفوضة إطلاقا طالما لم تقم دولة فلسطينية على حدود 1967 وعاصمتها القدس".

إلا أن السلطة الفلسطينية، على لسان الرئيس محمود عباس، لم تعارض من حيث المبدأ مشروع الاتحاد الكونفدرالي مع الأردن، وقد كشف رئيس السلطة محمود عباس عن ذلك في لقائه مع نشطاء حركة السلام الآن الإسرائيلية في الأول من أيلول/ سبتمبر 2018، كجزء من فحوى محادثات أجراها مع صهر الرئيس الأمريكي جاريد كوشنر، والمبعوث الأمريكي للشرق الأوسط جيسون غرينبلات، مع تثبيت أن ذلك ممكن البحث الفعلي بعد زوال الاحتلال

بالمحصلة؛ يجد الخبراء أن اسرائيل ستوافق على مشروع حل الدولتين على شكل كنفدرالية لتكون الضفة الغربية تحت الوصاية الاردنية، معتقدين أن هذا الحل يشكل جزءا اساسيا من صفقة القرن التي لم تعلن تفاصيلها حتى اللحضة.

تعليقات القراء

تعليقات القراء