سجالات الساسة ومؤسسات الدولة تربة خصبة لخلق "السوداوية"

سجالات الساسة ومؤسسات الدولة تربة خصبة لخلق "السوداوية"
2022-01-31
ن.ب

سما الاردن | خليل النظامي 

تزامنت عدة سجالات بين رجالات السياسة في الأردن لحقها خلافات متنوعة بين مؤسسات الدولة كانت قد تصدرت حديث ساحة الرأي العام، في نفس الوقت الذي حملت فيه رسالة جلالة الملك بالأمس لجميع مكونات الدولة عدة توجيهات، أكد فيها على ضرورة "أن تعمل الحكومات بشفافية وتوضح آليات عملها بصراحة ومسؤولية، لتبدد الإشاعات الهدامة بالحقائق المقنعة، ليحل الحوار المرتكز إلى المعلومات محل السجالات المحبطة التي يغذيها غياب تلك المعلومات. 

سجالات بين عدد من الأقطاب السياسية في الدولة، أخذت دائرتها تنتشر كـ "النار في الهشيم" وتتوسع شيئا فشيئا مرورا بوسائل إعلام تعاطت معها كل على طريقته، حتى وصلت الى منصات التواصل الإجتماعي المختلفة، والتي بدورها فاقمت ووسعت تلك السجالات حتى أصبحت تربة خصبة لكل متربص بسمعة الأردن وصورته السياسية أمام العالم، وأرضية فتحت المجال أمام الجميع سواء من يمتلك خلفية سياسية او من لا يعلم شيئا لـ الحديث وتداول جوانب هذه السجالات بطريقته الخاصة في مشهد محزن ومضحك بنفس الوقت. 

وبجانب سجالات رجال السياسة، تصدر المشهد خلافات من نوع آخر أطرافها مؤسسات حكومية تتبادل وتتراشق الإتهامات عبر وسائل الاعلام وقروبات "الواتس آب"، وشغلت مساحة كبيرة جدا حتى شكلت قضية رأي عام وأتاحت الفرصة لـ الجميع إبداء رأية بغض النظر عن التخصصية، الأمر الذي خلق تشوها عاما لـ صورة الحكومة ومؤسساتها أمام الرأي العام والنظام بشكل عام. 

وكان رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة تحدث خلال لقاء جمعه مع عدد من كتاب الصحف اليومية حول ما أسماه بـ "السوداوية" السائدة والممنهجة التي تستهدف ضرب الدولة ومفاصلها الرئيسية ورجالاتها عبر معلومات غير صحيحة تعمل على تضليل الرأي العام وإثارة الفتنة والتشويش على رسالة الدولة.

ومن الواضح لـ الراصد والمتابع على ساحة الرأي العام، أن مثل هذه السجالات بين رجالات النخب السياسية، إضافة الى الترهلات الإدارية وغياب الشفافية لـ بعض مؤسسات الدولة، وتطاحن المؤسسات الحكومية بعضها بـ بعض مثلما حدث بين "وزارة الزراعة وشركة الكهرباء"، تمثل العامل الأبرز في خلق تربة خصبة لـ نشر "السوداوية" وحالة من الإحباط لـ المواطنين ما تجعلهم يقومون بـ التشكيك في إنجازات المؤسسات وعملها، ونشر السلبية كردود أفعال طبيعية على متلقي الخدمات التي تقدمها المؤسسات الحكومية عبر منصات التواصل الإجتماعي المختلفة، الأمر الذي يسوقهم إلى التطرق وربط هذه السجالات بـ ملفات حساسة جدا في مختلف مفاصل الدولة الأردنية. 

 جلالة الملك تحدث وأرسل رسالته بشكل واضح وصريح لجميع مكونات الدولة الأردنية في رسالته، وأكد أنه "لا بد من تكريس نهج المساءلة للمقصرين في واجباتهم تجاه المواطن، لأن مفهوم الخدمة العامة يفرض تقديم الحلول وليس وضع العراقيل أمام المواطنين"،الأمر الذي يفرض على مسؤولي تلك المؤسسات ورجالات الدولة تحمل المسؤولية الكاملة إزاء القضايا العامة، والبحث عن إيجاد حلول سريعة لـ كافة العوائق التي تحول دون تقديم الخدمة المتميزة لـ المواطن بعيدا عن السجالات التي تستفز المواطنين بـ صورتها العامة، والتراشق الإعلامي عبر وسائل الاعلام بين مؤسسات الدولة والعمل على إنجاز ما يجب إنجازه.

تعليقات القراء

تعليقات القراء