القطاع السياحي والتوجيهات الملكية

القطاع السياحي والتوجيهات الملكية
2020-02-09
عبد الحكيم محمود الهندي
ن.ب

سما الاردن | الاهتمام الملكيّ السامي بالقطاع السياحي والذي يعد من أهم القطاعات الاقتصادية، شكل دافعاً وحافزاً لبذل المزيد من الجهود وتظافرها بين كافة الجهات، وشكل ذلك في السنوات الأخيرة زيادة ملحوظة في الدخل السياحي وانعكس بدوره على باقي القطاعات الاقتصادية الأخرى.

 لقاءات جلالة الملك المتكررة مع المعنيين في القطاع أثبتت حرصًا ملكيًا ساميًا على النهوض والاستفادة من الفرص المتاحة، فجلالته يستمع ويوجه ويضع يده على مكان الخلل والتقصير، يتحدث جلالته بعمق عن الواقع السياحي الأردني وأهميته للاقتصاد الوطني باعتباره أهم رافعة للاقتصاد، ويشير جلالته دائما إلى التأثير الكبير لهذا القطاع في القطاعات الاقتصادية الأخرى.

كما ويتحدث جلالته في لقاءاته بصورة دائمة عن الأردن السياحي وتطلعاته، ويسلط الضوء على هذه الفسيفساء الفريدة؛ وهذا التنوع الحضاري والثقافي والتاريخي والديني المذهل؛ والذي يتمتع به الأردن، مما يجعله مقصدًا سياحيًا عالميًا , فالميزة التنافسية للمواقع السياحية في المملكة قد لا تجدها في أماكن أخرى في العالم.

جهود جلالة الملك في الترويج سياحيا للمملكة، وإبراز الأردن كوجهة سياحية عالمية، تأتي من إيمان جلالته بالأهمية البالغة لهذا القطاع وضرورة تحفيزه وتشجيع الاستثمار فيه، والذي من شأنه توفير فرص عمل للشباب الأردني ورفد الاقتصاد وخزينة الدولة الأردنية بموارد إضافية تسهم في تعزيز جهود التنمية المستدامة في المحافظات وفي المملكة بشكل عام.
 وعندما يتحدث جلالته عن الإنسان الأردني وطباعه وصفاته، فإنه يتحدث بكل شغف وحب معبرا عن اعتزازه بالأردنيين كشعب منفتح ومضياف، وما يتمتع به هذا الشعب الكريم من ثقافة الترحيب وحسن الضيافة واحترامه لثقافات الآخرين ومعتقداتهم، يقابلها عشق ملكي للأرض الأردنية، هذا المتحف الكبير الذي يمتد من الشمال إلى الجنوب ويمتاز بتنوع حضاري هائل يسكن على امتداد محافظات المملكة؛ فالسياحة العلاجية والدينية والثقافية والترفيهية وسياحة المغامرات منتج سياحي أردني يتحدث عنها جلالته بشغف ويصف الأماكن وصفًا دقيقًا، فعندما تحدث جلالته في لقائه مع صحيفة Travel weekly الأمريكية واسعة الانتشار وهي صحيفة متخصصة في السياحة، تحدث عن وادي رم وسحره الخلاب ووادي الموجب وممراته المائية المتنوعة والبحر الميت كمنتجع صحي وسياحي فريد في العالم باعتبار الأردن خامس وجهة عالمية للسياحة العلاجية.
 جلالة الملك تحدث في تلك المقابلة بشغف عن صحراء وداي رم بكلماته قائلاً : «لا بد من زيارة وادي رم، إنها وجهتي المفضلة، إنه مكان ساحر وخلاب، خاصة عندما تمضي فيه ساعات الليل». لم تكن باقي الأماكن السياحية التي وصفها جلالة الملك في كلماته الرائعة في تلك المقابلة بعيدة عن هذا الوصف الدقيق، فجلالته عاشق لتراب الأردن من شماله لجنوبه يعرفه بتفاصيله أكثر من أي شخص آخر ويتحدث عنه بكل حميمية وشوق.
جلالة الملك العاشق للمكان يعتبر إحياء التاريخ في هذه الأماكن الثقافية والسياحية جزءا لا يتجزأ من الحالة والأهمية السياحية، فالإنسان الأردني بنظر جلالته هو بمثابة الطاقة التي تبعث الروح في المكان وتروي قصة الأشخاص والأحداث الجسام التي عاشتها هذه المواقع محاكاة الماضي والترويج للمكان بأيدي أبنائه وإبراز الهوية الثقافية هو ما يركز عليه جلالته في كل المناسبات، بل إن جلالته يدعو ليس فقط لنشر الحالة الثقافية بالترويج للأردن كمقصد سياحي، بل للتفاعل مع المكان بتفاصيله وصحرائه وجباله من خلال تشجيع جلالته للأنشطة السياحية المختلفة والمهرجانات والمسارات السياحية التي تجعل السائح يعيش في تفاصيل المكان، فمسار «درب الأردن» الممتد من أم قيس شمالاً إلى العقبة جنوباً بطول 650 كم، ويمر باثنتين وخمسين قرية ويعبر في طريقه مناطق طبيعية متنوعة تشمل الغابات والصحاري والأودية، وقد حظي هذا المسار بدعم ملكي واستحق وسام جلالة الملك عبدالله الثاني للتميز وحصد العديد من الجوائز العالمية.
بالرغم من المؤشرات المشجعة في الأعوام الأخيرة لمستوى النمو في القطاع السياحي، لا يخفي جلالته شعوره في حديثه الدائم عن الاستثمار بوجود بعض التحديات والتي مازالت تشكل عائقًا أمام المستثمرين في هذا القطاع ويؤكد جلالته على ضرورة التغلب عليها وضرورة وجود بيئة استثمارية مستقرة ومحفزة للاستثمار.

في كل مرة يتحدث فيها جلالة الملك عن القطاع السياحي يضع الجميع أمام مسؤولياته أفرادًا و مؤسسات، ويؤشر ذلك على الحرص الملكي البالغ للنهوض بهذا القطاع باعتباره مشغلًا رئيسيًا للأيدي العاملة الأردنية وذا فائدة كبيرة في تنمية الاقتصاد الوطني.

إن تحسين مستوى الخدمات المقدمة وتشجيع الاستثمار في فنادق من فئات النجمتين والثلاث نجوم، وتشجيع الاستثمار في النقل السياحي، وتسهيل إجراءات ترخيص المزيد من شركات النقل, وتدريب الكوادر وتأهيلها، وتحسين البنية التحتية في المواقع السياحية، وتطوير المطارات وفتح خطوط طيران جديدة منخفضة التكاليف، جميع هذه الإجراءات هي كفيلة بتحسين الواقع السياحي ووضع الأردن على خارطة السياحة العالمية، وتأتي ضمن التوجيهات الملكية السامية وتتوافق مع رؤية جلالته وتطلعاته للنهوض بالقطاع السياحي.

*رئيس جمعية الفنادق الأردنية ومدير عام الشركة الأردنية للتعليم الفندقي والسياحي

تعليقات القراء

تعليقات القراء