العنف ضد الأطفال أداة العاجز فكريا!

العنف ضد الأطفال أداة العاجز فكريا!
2019-06-15
مجد عدنان
M.B.Y

سما الاردن | " العنف وحش مجنون إذا أطلقته لا يمكنك أبداً أن تسيطر عليه !"

بلال فضل

من قال أن تربية الأطفال و تغير سلوكياتهم تحتاج إلى التعنيف و الضرب والإهانة. 

ألا يعلم من يتجه إلى اقتراف هذه الأمور بأنه من يزرع العنف و القسوة في طرقه التربوية، لن يحصد إلا الكراهية والحقد على المجتمع برمته.

ألا يعلم أنه بتصرفه هذا ينافي الدين والأخلاق و كل معاني الإنسانية، حيث أن حق الأطفال في الحماية من العنف منصوص عليه في اتفاقية حقوق الطفل العالمية، حيث يعتبر تعنيف الاطفال هو انتهاك لحقوق الطفل، لا تقبل به الأديان مجتمعة، ولا حتى منظمات حقوق الإنسان.

دعونا نتفق بأن الشخص الذي لا يمتلك الأدوات التربوية الصحيحة، ولا حتى الكفاءة في التعامل مع الأطفال ، سيعتقد أن العنف هو الأداة الصائبة، لإرشاد الأطفال و تربيتهم على التصرفات السوية و توعيتهم بكل ما هو إيجابي و تربوي.

من جهة أخرى فإن الضرب والإهانه الذي تتم ممارسته على الأطفال لا تتوقف آثاره عند لحظة مؤقتة فقط، بل إنها تتجاوز تلك اللحظه المؤلمة إلى أضرار نفسية و عصبية قد ترافقهم بشكل مزمن في الحاضر و المستقبل، حيث أثبتت الدراسات أن المخاطر التي قد يلحقها العنف ضد الأطفال عديدة جدا، أذكر هنا منها: 
الانطواء والعزلة، قتل روح الابداع والتفكير، تعليمه التمرد والكذب والنفاق، كراهية الآخرين، زعزعة ثقة الطفل بنفسه....الخ وغيرهم الكثير الكثير.

ناهيك عن أنه للعقاب البدني آثار وخيمة جدا، حيث سيصبح معه انخراط الأطفال في المجتمع معقداً وشائكاً جدا.

فعلى سبيل المثال الطفل الذي اعتاد على الضرب والإهانه، سيلجأ في المستقبل إلى الضرب والإهانه لحل جميع المشاكل التي قد تواجهه بالمطلق، و سيكون هذا هو الأسلوب التربوي الذي سيعتمده في تربية أبنائه!لا ريب أن تربية الأبناء ليست بالأمر الهين، و بأنها مسؤولية كبيرة تقع على عاتق الأبوين، خاصة وأن انفتاح العالم على مصراعيه، قد يؤثر عليهم بطريقة غير مباشرة، الأمر الذي يتوجب معه أن تبقى أعيننا مفتوحة على تفاصيلهم الصغيرة قبل الكبيرة، لأنه مهما تعددت الأدوات التربوية من حولنا، يبقى دور الأهل و تأديتهم للدور التربوي بشكل صحيح هو الخطوة الأهم، التي تترك عظيم الأثر في نفوس أبنائنا وبناتنا.

لهذا علينا أن ندرك أهمية التربية السليمة، بعيدا عن اللجوء لأساليب العقاب التي قد تزيد الأمور خطورة أكثر، ولا مانع لو تم الاستعانه بمختص تربوي، قد يرشدنا إلى الأدوات والأسس الأصوب في التربية.

تعليقات القراء

تعليقات القراء