الخلايلة يكتب: اللجنةُ الملكية .. ماكينة عمل في لحظة تاريخية فارقة

الخلايلة يكتب: اللجنةُ الملكية .. ماكينة عمل في لحظة تاريخية فارقة
2021-10-04
سلطان عبد الكريم الخلايلة
ن.ب

سما الاردن | تشرّفت اليوم بلقاء جلالة الملك عبدالله الثاني المعظم بمعية الزملاء والزميلات أعضاء اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية وحضور تسلّم جلالته نتائج أعمال اللجنة بعد 115 يوماً من العمل المتواصل لتحديث المنظومة السياسية في الأردن وبناء النموذج الديمقراطي المنشود.

في مضارب بني هاشم حطّت مخرجات اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية في المكان الذي انطلقت منه.

ما لفت نظري وأنا استمع إلى الحديث الملكي هو التأكيد المتواصل على دور الشباب والمرأة، في عملية تحديث العملية السياسية والسعي لتمكينهم.

الإرادة السياسية والمصلحة الوطنية والهوية الجامعة هي الأعمدة التي يقف عليها النموذج الديمقراطي المنشود الذي تحدث حولها الملك، بموازاة دور نيابي برامجي حزبي.

أبرز ما يمكن الوقوف عنده في كلام الملك تأكيده المطول استمرارية عملية التحديث السياسي بالتوازي مع ضرورة العمل على شعبٍ ثلاث بالتوازي:

- الإصلاح السياسي
- والإصلاح الاقتصادي
- والإصلاح الاداري

لقد كان التوجيه الملكي قبل أكثر من ثلاث شهور، فبدأت ماكينة عمل، فيها ما فيها من حواراتٍ ولقاءات ونقاش انشغلنا فيها وانشغل فيها معنا الناس، فكانت اللجنة على الوعد والموعد الذي كلفت به ملتزمةً كما كانت برسالة الايعاز نبراس للمضي بالعمل.

حملت يدي الملك كتاب المخرجات النهائية ليُسلم للحكومة عبر رئيسها لتمر العملية بالقنوات الدستورية بعد التعهد الملكي بتنّي مخرجات اللجنة.

لم تكن البداية ملكية وحسب. كانت المتابعة الملكية الحثيثة لما تقوم به اللجنة بشكلٍ دوري لمعرفة آخر التطورات والمستجدات.

شهور خاض فيها أعضاء اللجنة حلقات متتالية من العمل، فغاصوا في نقاط عديدة وجدت توافقاً حيناً وخلافاً حينا. لكن كان على الدوام الهدف هو الوصول لأقرب الصيغ التي تقود لحياةٍ سياسية نريد لها تتحدّث.

كنا معا يداً بيد نسيرُ نحو الاصلاح وهدفنا مخرجات تضع عربتنا على السكة التي نريد.

من هنا أقول أن كل ما هو بين يدي الملك اليوم، هو حالة توافق لها أهميتها وحالة فريدة يمكننا أن نحولها إلى مدرسة عمل قائمة التنوع والاختلاف.

أما من لم يكن راضياً عن نقاط فهناك مساحات للتشاور والحوار والاقناع وهناك مساحة للتجويد إن لزم ذلك.

يحق لنا أن نسعد بالمنجز الأهم في هذه الحقبة. كيف لا وهو جهد جماعي مهم وعمل يؤسس لمراحل قادمة نحو أردننا العزيز.

هنا أستطيع ان أقول إن اللحظة تاريخية والفرصة مواتية، ومن هنا نرى أن علينا جميعاً أن نستثمرها بوعي وإدراك جمعي سواءً من قبل النخب أو العامة. لكن لا يُظنّن أحد أن النقد اليوم اختفى أو سيختفي حتى في مخرجات اللجنة، لكني أقول هنا إننا حاولنا. وأننا هنا أعني بها الجميع دون استثناء.

خلافات سمعت فيها الكثير من النقد لكن نقد خالٍ من التشكيك. فما كان من اللجنة حوارات تدعم خطى الاصلاح خاصة مع وجود أرضية قانونية وتشريعية صلبة يُبنى عليها.

نعم إننا أمام لحظة تاريخية تؤرخ لنا جميعاً، وفي توقيت سياسي ذو معانٍ، ويستلزم منا جميعاً السير بخطواتٍ نحو الاصلاح والدفع نحو المنفعة على الكل الوطني.

نعم. إن الطموح لدى البعض هو أكبر من مخرجات اللجنة. وهذا حق مشروع.

أما المهم أن علينا اعتبار ما جرى اليوم أرضية يمكن البناء عليها وفرصة لنتقدم بها لخطوات للإصلاح المتدرج، نسير فيه ومعه بخطى ثابتة نحو المستقبل القريب. المستقبل الذي يصاغ بهمة وعزيمة الاردنيين وبرؤية مليكهم.

إن اللجنة بطيفها المتنوع المختلف شكلت مساحات وآراء وُضعت جميعها على الطاولة، فتوافقنا واختلفنا في تركيبة أردنية فريدة وهذا هو النجاح والخطوة التي نجحت اللجنة في صناعتها نحو بدايات فعلية لانطلاقة نحو حياة سياسية تضع الاصلاح منارة يجب الوصول اليه.

هنا يجب أن أتوقف قليلاً عند أمر مهم وهو أن ما قام به اعضاء اللجنة إنما هو تكليف لثقة ملكية ورهان شعبي نسأل الله التوفيق فيه، وقد أخذ من وقت الجميع وتعبهم وجهدهم ليكونوا على قدر المسؤولية فإن حصل اختلاف مع ما يمكن طرحه تبقى كلمة الثناء على الجهد القابل لأي نقد بناء وتجويد وتحسين. 

تعليقات القراء

تعليقات القراء