الجغبير يكتب: حب وقوس قزح.. لا مزارع نائية وغانيات ليل

الجغبير يكتب: حب وقوس قزح.. لا مزارع نائية وغانيات ليل
2020-06-30
محمد الجغبير
ن.ب

سما الاردن | في حادثة "بلوزة مذيعة التلفزيون الأردني" التي صنع منها قادة الطابور الخامس على منصات السوشيال ميديا قضية رأي عام، وخاصة أشباه الصحفيين من دخلاء المشهد الإعلامي، اصبحت ألوان البلوزة وما تحمله من شعار، شغلهم الشاغل، لحين صحوة تتبعها سكرة.. مذيعة بعمر الصبا والفرح، تطل علينا ببلوزة ملونة فيها من الفرح ما يفوق أهداف من اختطفوا ألوان قوس قزح وحولوها الى رمزٍ شأئن.. تخرج الصبية لتعلن على  الملأ أن لا علاقة لألوان وعبارة "الحب ينتصر" بالنوايا السوداء.. 

الحب ينتصر عبارة عامة تقال في كل أمكنة وأزمنة الحب، ولا علاقة لها بميول أو معتقدات، الا ان القوم لدينا ممن ساقوا الفضيلة على اشلاء شرف المواقف أبوا إلا ان ننزع عنهم آخر أوراق التوت.

فحين يُصادر الحب بألسنة وأقلام الرذيلة، لا يمكننا إلا ان نتوقف.. وننزع عنهم ورقة التوت البالية التي يجهدون لستر أنفسهم بها.

ننزع ورقة التوت عن رواد علب الليل، أولئك الذين يمتشقون القلم مع وقع الكؤوس، وصخب الموائد الحمراء، أولئك الذين يتقنون مزج الألوان ليصبح سواد أنفسهم مبهرجا مثل رداء مهرج انفض السيرك عنه ولا زال يرقص وربما يعربد حتى دون جمهور.

الحب ينتصر على أهداف الابتزاز الأصفر، وعلى موائد القمار والإتجار بأعراض العباد.

الحب ينتصر على أمثال أولئك الذين ينامون ولا يصحون تحت تأثير مشروب رديء الصنع، ممن يلهثون وراء حفنة دنانير لا تزيد عن ثلاث أوراق حمراء، ليُشعلوا النار حول سين او صاد.. او ليوقعوا بعين او زين بخبرٍ مفبرك لا يزيد عن سطرين.

الحب ينتصر على حفلات الشواء في المزارع النائية، في الفلل الخالية على عروشها الا من صوت سكارى وبائعات هوى أخر الليل.

نعم الحب ينتصر، حين تخلو جيوب المتربصين من عملة ورقية، فيلجأون لبيع مصاغ زوجاتهم المخدوعات ، لينفقوها على الغانيات.. الحب ينتصر على أولئك الذين يدركون في اعماق أنفسهم ان لا احدا يُقيم لهم وزنا أو احترام.. أذناب على شكل هياكل آدمية..  الحب يُعريهم ويدنيهم أسفل سافلين في حربٍ وقودها الشاشات الزرقاء ورقعة "كيبورد" يختبئون وراءها لاجل الضغط والابتزاز، فلربما يطرق جرس هواتفهم مناديا ايها الغلمان رضخنا لابتزازكم ، فالأبواب مشرعة دونكم، لكن دون الرخيص من النساء! لتلفزيوننا الأردني نعظم التحية والسلام، وقد ترفع عن الرد أسوة بالعظماء، فالأقزام لا حول لها بالوصول الى القمم بهرطقات الحروف والكلام.

تعليقات القراء

تعليقات القراء